نحو تحليل للخطاب الثوري بقلم : رعد تغوج

آراء ومقالات لكتّاب أردنيين

المشرف: Princess

قوانين المنتدى
• يمنع وضع اي مواد محمية بحقوق نشر دون موافقه مسبقه من صاحبها
قوانين المنتديات العامة
أضف رد جديد
ابو رشا
عضو مشارك
عضو مشارك
مشاركات: 14
اشترك في: السبت ديسمبر 10, 2011 10:50

نحو تحليل للخطاب الثوري بقلم : رعد تغوج

مشاركة بواسطة ابو رشا » الأحد ديسمبر 11, 2011 8:00

في سابقة لم تشهدها الأمة العربية في خريفها ولا حتى في ربيعها تعشعشت مفاهيم الديمقراطية ودمقرطة الأنظمة العربية الهرمة،التي حبست شعوبها في اقفاص الديكتاتورية السوداء،كالذي يحبس غراب وحمامة معا، فلا يمكن للحمامة ان تنسى هديلها ولا للغراب ان ينسى نعيقه، وألت الحركات الشعبية إلى تصعيد المطالبة بالديمقراطية ونبذ الديكتاتورية المقنعة التي إخترعتها ما بعد الحداثة الفكرية في فضاء إستعماري ما بعد تكنولوجي وما بعد صناعي يعتمد على السيطرة لا على الطبيعة، كما نادى فرنسيس بايكون قبل أكثر من خمسة قرون ، بل على الأنسان كما يقول هابرماس، وأعتمدت السياسة الحديثة على تكتيكات حربية "ميتا سياسية" و"ميتا أقتصادية"،في سبيل تحقيق أهدافها ، فالكولونيالية المعاصرة تضخ الملايين من الأوراق الخضراء في سبيل دعم حقوق الأنسان والمحافظة على البيئة وغيرها من القضايا الإنسانية، في الوقت نفسه الذي تدعم أبشع العمليات لتصفية الشعوب والدول وتقسيم المجتمعات الى كانتونات متصلة مع مصالحها الرأسمالية.

لكل ثورة مفاهيمها وثقافتها وخصوصيتها التي تميزها عن سائر الثورات، فثورة العبيد في روما مغايرة تماما للثورة الفرنسية، وكذلك الأمر بالنسبة للثورة الطلابية في باريس، ونظيرتها في ألمانيا التي قامت بها اقليات البروتسانت في مرحلة ما قبل التنوير، والشيء نفسه يخص الثورة العرابية في مصر وثورة أكتوبر في موسكو.

الذي تعانيه الامة العربية اليوم من الناحية الفكرية ، يتمثل بالصدمة النرجسية التي منيت بها عقب أكتشاف تأخرها وتقدم غيرها ، وما يزيد هذه الصدمة هو إكتشاف أنه من غير الممكن أن نسابق الغرب، فنحن نعاني من حداثة فردية، بكل ما تحويه هذه الكلمة من معنى ، فالحداثة التي دشنها ديكارت في الغرب وأكملها لايبنتز ولوك وهيوم وطورها كانط وفيتشه وشلنغ ، وأوصلها الى بر الأمان هيغل وبندته كروتشه ودلتاي ، كانت ركيزتها الأساسية هي انها حداثة مؤسساتية، وربما نخالف ما تطرق له أدونيس في تشريحه للخطابات العربية المعاصرة ، ولكننا نجزم معه بأن الحداثة الفردية لن تكتمل إلا إذا كفت عن ان تكون فردية وإرتفعت الى مستوى المؤسساتية، بألف ولام التعريف.

يبقى أن واقعة الأنتقال إلى بر الأمان والدخول في هذا الفردوس الذي كانته الحداثة نفسها، يتطلب المزيد من الحفر والتفكيك للخطابات العربية المعاصرة ، أو تلك التي غالت في تطرفها وإرهابها، فما يجنيه أولوا العقل يحصده ذوو الجهالة كما يقول شاعر عربي قديم .
عن جريدة الرأي

أضف رد جديد

الموجودون الآن

المستخدمون الذين يتصفحون المنتدى الآن: لا يوجد أعضاء مسجلين متصلين و 4 زوار