رعد تغوج يكتب عن الدرك الأردني

[ابو رشا]

كي لا نخدع أنفسنا للمرة الألف ونظن أن السراب هو بركة ماء للمرة المليون يجب أن نعترف بأن الأحداث التي ألت إليها الأردن مؤخرا تنوء عن حملها جبال وقارات، فالمنجز الديمقراطي الذي نادت به المعارضة الاردنية وعلى رأسها جبهة العمل الأسلامي تم رسمها وللمرة المليون بأنها أيديلوجيا خلاصية ستتيح لنا أن ندخل في فردوس أرضي ما بعده فردوس.

وعلينا أن نعترف بأن القيمة الحقيقية لقوات الدرك الأردني تجاوزت كل الأطروحات السائدة وعلى رأسها مفهوم الديمقراطية، وإذا ما تأملنا المشهد الدبلوماسي وردود الفعل الأيجابية التي تبديها قوات الدرك بقيادة اللواء توفيق الطوالبة الذي يُشاد له بأنه مُدشن أكبر وأعرق جهاز عسكري على مستوى الشرق الاوسط ، ستتبين القدرة الفائقة لهذا الجهاز على التعاطي مع جميع الحيثيات والإشكاليات التي ترشح على ساحة الأحداث بين الفينة والأخرى.

وبحسب سعادة السفير الأوكراني في الأردن الدكتور سيرغي باسكو فأن العملية الديمقراطية تسير نحو الامام في الاردن ، حيث – بحسب وصفه- أن المظاهرات التي حدثت مؤخرا في الأردن الشقيق والتي تزايدت مع الايام ، تم التعامل معها بطريقة حضارية وإنسانية لا مثيل لها، وذلك بفضل جهود أجهزة الأمن في الأردن وعلى رأسها قوات الدرك والأمن العام وبفضل الرؤية الحكيمة لصاحب الجلالة الهاشمية الملك عبدالله الثاني.

ولنعترف أيضاً بأن اللواء توفيق الطوالبة وخلال المؤتمر الصحفي الذي عقده الثلاثاء الماضي تعامل مع الصحفين بطريقة ديمقراطية وحضارية مؤنسنة وغير قابلة للنقاش، حيث أن الزملاء الصحفين والأعلامين وجهوا له الأسئلة الصريحة وبعض الأنتقادات التي تتناولها وسائل الاعلام الفاغرة والخالية من أي مضمون وكان تجاوبه معهم بطريقة ديمقراطية وصريحة جداً ، بحيث نستطيع أن نعترف أيضاً بأنه لا توجد دولة في المنطقة تسمح بتداول أو حتى التفكير بمثل تلك القضايا التي تم طرحها علانية أمام رجل عسكري يشغل منصباً حساساً في الأردن وهو منصب قائد قوات الدرك.

ولابد هنا أن أتحدث عن شجن قد يبدو في الصميم من شرطنا الوجودي وإن لم يتجاوز في أحايين كثيرة المبررات التي تدفع الصحف المحلية للتركيز على الجوانب السلبية من عملية التعامل مع المتظاهرين، وهو شجن قد يقع في الصميم من السياسة لكن بمعناها المحرر من مكر الثعالب والدسائس والكمائن، فالقوى التي تسعى إلى مواجهة قوات الدرك الباسلة وذلك التجييش الذي يقع في كمائنه بعض الضحايا الرومانسيون الذين فقدوا البوصلة الثقافية يتم التركيز عليها وبأضعاف مضاعفة بدلاً من التركيز على القضايا الكبيرة التي جعلت من هذا الجهاز مفخرة لكل الأردنيين على سواء.

فقوات الدرك تحافظ على أمن ما يزيد عن 645 مؤسسة وطنية من ضمنها شركات الكهرباء والملاعب وكذلك تعمل على توفير الأمن والسلامة لما يزيد عن 334 بعثة دبلوماسية ومنظمات دولية تابعة للأمم المتحدة وغيرها من المنظمات، وإذا ما إستطردنا في الخدمات التي تقدمها لنا قوات الدرك ستتبين، ولمرة أخرى، قدرة هذا الجهاز على شق طريقه نحو العلاء وبغضون فترة زمنية وجيزة أثبتت ما نحن بصدده من التركيز على ما سيحدد أمننا وإستقرارنا في بلدنا الأردن.