عزاء الحكومة أم عزاء المواطن؟؟

آخر الأخبار والمستجدات
أضف رد جديد
تيسير الغول
عضو مشارك
عضو مشارك
مشاركات: 27
اشترك في: الجمعة نوفمبر 13, 2009 1:56

عزاء الحكومة أم عزاء المواطن؟؟

مشاركة بواسطة تيسير الغول » الجمعة يونيو 25, 2010 11:08

عزاء الحكومة أم عزاء المواطن؟؟

لن تفلح الأحزاب على اختلاف مشاربها وأطيافها بإيقاف موجة تسونامي الضرائب التي تلجأ لها الحكومة في صبيحة كل صدمة مالية تواجه خزينتها المرقوعة. ولن تفلح أيضاً القوى الشعبية ولا النقابات بثني الحكومة عن نواياها المبيتة في الإنقضاض على ما لدى المواطن من فتات دراهم وبقايا فلوس ما زالت تخضّ في جيبه المرقوع أيضاً.
إن المواطن على يقين تام أن كل الإحتجاجات وبيوت العزاء لن تجدي نفعاً إزاء هذه الصعدات التي يجأر من تحت أسقفها الغلابى الجياع الذين التهبوا من صليات الجلد الحكومي الذي لا يرحم أبداً إذ إنه لم يعد يخفى على المواطن البسيط أن الحكومة تنظر بإصرار بالغ على ما لدى المواطن من دراهم معدودة وتحاول ابتزازه بشتى الطرق الملتوية. ولكنها لا تنظر أبداً الى ما لديها من قضايا فساد وبلايا وطامات ومحسوبيات لو أُحسنت التصرف إزائها بنفس الإصرار وبنفس العزيمة لحلت مشاكل كانت حكومتنا بغنىً عما تفعله الآن بنا .
إن الحكومة تريد منا أن نعيش بدون أدنى أساسيات الحياة ومقوماتها . وتريد منا أيضاً أن نسكت ولا نتكلم ولا نعترض . لأن من المسلّم به لدى الشعوب التعبانه أن حكوماتها تمتلك الحكمة التي تؤهلها دوماً في اقتيادنا دون رباط أو عقال وبلا تضمّر أو اعتراض وعلى مبدأ انج سعد فقد هلك سعيد.
الحكومة تعتبر المواطن ملجأها الأخير عند أي صارخة أو طامة ولا يحق للمواطن بالمقابل أن يعيش تحت كنف حكومته وعباءتها التي ثبت بالوجه القطعي إنها لا تسمن ولا تغني من جوع
ولم يبق لدى الحكومة أية ذريعة في تحميلنا ما لا نطيق . بعد أن قهرت أبناءنا واستحيت نسائنا وصبّت علينا العذاب صباً بكافة أنواع المحروقات الممكنة ابتداء من أوكتان 95 ونهاية بمادة الكاز التي سنتمنى رؤيتها وشم رائحتها الزاكية بعد حين.
لن يهدأ بال المواطن الأردني أبداً فهو في هموم دائمة يصعب من خلالها أن يحسن التفكير أو الابتكار . وهذه الهموم مقسّمة بالتساوي على مدار السنة . فضريبة الدخل والمسقفات سنوية لا تدعه ينام عن نهاية كل سنة مالية . وترخيص سيارته وتأمينها هم سنوي إضافي لمن ابتلاه الله تعالى في امتلاك سيارة. فلا ينام قبل شهرين من موعد انتهاء الترخيص وما تحتاجه سيارته من نفقات صيانة ودهان وترخيص ودفع مخالفات متراكمة متراكبة مما يؤهله ال امكانية حصوله على انفجار دماغي أو انفتاق معوي أو انسداد في الشريان الأبهري .أما الضرائب الشهرية فهي فاتورة الكهرباء والماء والهاتف والجامعة والقمامة والتفزيون وأشياء أخرى لا تستحق الذكر وفي نهاية دفعه لهذه الضرائب فإن ابنه لا يحق له أن يدخل سور الحرم الجامعي ناهيك عن المقعد الذي لا يخصص إلا لأصحاب الذوات والجاهات والواجهات. وأما الضرائب اليومية فتتمثل بضرائب البسطات ومواقف السيارات والمخالفات والتراخيص المختلفة العديدة التي يعجز القلم عن تعدادها.
مجمل القول أن الحكومة ولله الحمد تستقبل المولود بضريبة مقدارها دينار واحد لاستصدار شهادة ميلاد له. وتودعه أيضاً عند وفاته بضريبة مقدارها ً دينار واحد أيضا لاستصدار شهادة وفاة خاصة له لينام في برد وسلام مطمئناً بما دفع عبر هاذين الدينارين من دم خالص سائغ للشاربين.
وحتى لا نظلم الحكومة ونتجاهل كافة إيجابياتها الأخرى فإننا نقر لها بشيء واحد لا ينازعها فيه أحد وهي أنها استطاعت وبكل مهارة وامتياز أن تصرف ذهن المواطن عن كل ما يحدث في هذه الأمة من أحداث جسام لأنها عطلت ما لديه من عقل أو فطنة وأغنته عن كل ما لدى هذه الأمة من مهانة وعما لديها هي نفسها من ذل سؤال.
taiseralghoul@yahoo.com

Red-rose
صديق المنتدى
صديق المنتدى
مشاركات: 60615
اشترك في: الأحد سبتمبر 28, 2008 1:33

Re: عزاء الحكومة أم عزاء المواطن؟؟

مشاركة بواسطة Red-rose » الجمعة يونيو 25, 2010 11:34

عطيك العافية أستاذ تيسير..

مقال يعبر عن شعور كل غيور على وطنه وبلده..

بورك قلمكم أستاذنا..

صورة العضو الشخصية
إشراقة فجر
صديق المنتدى
صديق المنتدى
مشاركات: 851
اشترك في: السبت يوليو 03, 2010 6:42
مكان: الكرك
اتصال:

Re: عزاء الحكومة أم عزاء المواطن؟؟

مشاركة بواسطة إشراقة فجر » الأربعاء يوليو 14, 2010 12:31

شكرا على هذا المقال الرائع المعبر :| :| :| :| :| :|

أضف رد جديد

الموجودون الآن

المستخدمون الذين يتصفحون المنتدى الآن: لا يوجد أعضاء مسجلين متصلين و 14 زائراً