حقيقة الشفاء

[نور البلقاء]

حقيقة الشفاء

الجسد اجمل آية خلقها الله بعناية... انه الاية المنظورة، اية تحيا وتتنفس، تتغير في كل لحظة وتستجيب

لكل حال فهي حية تملأها الحياة وتشرق فيها معانيها التي لا يعبر عنها اجمل مقال... الجسد اية مكتملة، كل متكامل

موحد كما الوجود... تشرق الشمس وتغيب، تولد البشر وتموت، لكن هل هذا كل ما في الوجود؟ انها مجرد علامات، اجزاء

لكل متكامل، لجوهر كوني ونظام كوني في منتهى الدقة والجمال... انها العطور وليست الجذور... الجسد هو وحدة كونية

شاملة لا تعرف تفرقة، ادانة، او تجزئة... العوارض، الاشارات السطحية والآلام ليست الجذور... انها تعبير عن خلل في نظام

الجسد الكوني، في كلية الجسد والألم هو الشفاه التي تتكلم بإسم هذا الجسد الكلي... المسكنات، المهدئات هي

كاللعبة التي نسكت بها اطفالنا حين يزعجوننا بالبكاء... يسكت الجسد لفترة، ثم يعود ليصرخ باعلى صوت من مكان اخر

وعضو اخر ولكن لا حياة لمن تنادي ايها الجسد... نداء الجسد هو دعوة للحب، لان نتعرف عليه، نلمسه بعشق ورحمة...

لا نلومه ولا ندينه... لا نعامله كادنى واعلى... هذا ما حدث مع الثياب... هناك ثياب للجزء الاعلى وللجزء الادنى من

الجسد... الازدواجية... الجسد يعاني من التجزئة والتقسيم... الجذور هي التي تنادي وليس الفرع او الغصن... الفرع

والغصن هو الوسيلة... اذا تعمقنا في الجذور سنجد ان الانسان الذي بداخلنا هو الذي يوجه نداء الاستغاثة من خلال

الجسد... لقد اتعب الصراع الداخلي ذلك الانسان وارهقه... صراع نشأ حين انقسم العقل جزئين وتعرف على الجيد

والرديء، الخير والشر، الاخلاق واللااخلاق... حينها انقسم العقل وتشتت وهو الذي لا يعرف معنى الوحدة فشتت الانسان

وبدات الحرب الداخلية والعقل والجسد على اتصال عميق... حرب العقل، تلك الحرب الذهنية اثرت على الجسد تاثير بالغ

فاستغاث الجسد... ان الامراض نفسية، ذهنية والعقل لا يمكن ان يكون مريضا لانه المرض بذاته فلا امل في شفائه وبما

انه متصل بالجسد فقد مرض الجسد... نداء الجسد هو دعوة للذهاب في رحلة ابعد من حدود العقل... العقل ليس مريضا

والا لأمكن معالجته، انه المرض بذاته وليس بالامكان سوى ان نتجاوزه... التامل هو الباب للخروج من تلك الغرفة المعتمة...

ما نسميه بالعلاج ليس علاجا... انه تنويم، والكل معذورين اذ لا احد يعلم ان هناك ما هو ابعد من العقل... الكل يعتقد ان

العقل هو النهاية... من هنا نشأ العلاج النفسي وسمينا الفنان او المبدع بالمجنون اي انه مختل عقليا، مع ان الفنان

والمبدع هو من تجاوز العقل وتنفس شيئا من المجهول، من نسيم وعبق الروح... ليس بامكان العقل ان يحيا في سلام...

انه في قلق وتشنج مستمر... كيف لا وهو صلة الوصل بين ما هو مرئي ولامرئي؟ بين الجسد والروح؟ بين المادي

والمجرد؟.... انه الجسر الذي يربط ما يستحيل ربطه... جسر التناقضات... القلق هو طبيعة العقل... حتى كلمة عقل هي

مجرد تعبير خاطىء يوهمنا باننا سنجد في مكان ما في الدماغ شكل او شيء يكون هو العقل... كلا، العقل هو آلية، الية

عمل تعمل ليلا نهارا لذا لن ترتاح ولن تعرف السلام... السلام يكمن في ما وراء العقل... علينا ان نؤمن اولا بان للغرفة باب

وبامكاننا الخروج منه والا فلن نبحث عنه اصلا... الباب هو التامل... حين نخرج من الباب سنجد انفسنا تحت السماوات

المفتوحة... من العقل الى القلب الى المركز... الى الروح وهنا الشفاء... الشفاء هو تجاوز العقل... تجاوز المرض

الحقيقي... حينها سيصبح الجسد اقل وزنا فالطاقة تتصاعد روحيا... وجسد خالي من التوتر والقلق والخوف والانفعال هو

الجسد الصحيح...

[hadi]

تعرفي مو فاهم اشي

[Khaled Qudah]

موضوع جميل
شكرا لك

[نور البلقاء]

hadi اريح او اقرئي عشرة مرات بتفهمي

[نور البلقاء]

مشكور يا خالد على المرور

[DARK EVIL]

مشكووووور على مرورك